معلومات عن الكوكا: أسعد حيوان في العالم

يُعد الكوكا من أكثر الحيوانات إثارة للاهتمام في عالم الحيوانات الجرابية. رغم حجمه الصغير وبساطته، إلا أن تعابير وجهه التي توحي بالابتسامة الدائمة جعلته يحظى بشعبية عالمية، وخصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي. في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بحيوان الكوكا، من تصنيفه وصفاته الجسدية إلى سلوكه، تكاثره، والتهديدات التي تواجهه.

التصنيف العلمي

• الاسم الشائع: الكوكا

• الاسم العلمي: Setonix brachyurus

• العائلة: Macropodidae (عائلة الكنغر والولب)

• الرتبة: Diprotodontia

الكوكا هو نوع من الجرابيات يتبع فصيلة الكنغر، ويُعتبر من أصغر أفراد هذه العائلة. يعيش في أماكن محددة جدًا في أستراليا، وتحديدًا في جزر معينة قبالة الساحل الغربي.

الشكل والصفات الجسدية

يشبه الكوكا في هيئته الكنغر الصغير، وله جسد ممتلئ مغطى بفرو بني رمادي، مع وجه قصير وملامح بريئة.

• الطول: 40 إلى 54 سنتيمتر

• الذيل: من 25 إلى 30 سنتيمتر

• الوزن: 2.5 إلى 5 كيلوجرامات

يمتلك الكوكا أطرافًا خلفية قوية تساعده على القفز، وأطرافًا أمامية قصيرة يستخدمها في الأكل والتسلق المحدود. أهم ما يميزه هو وجهه المبتسم دائمًا، مما أكسبه شهرة عالمية.

الموطن والتوزيع الجغرافي

يعيش الكوكا في جزر صغيرة قبالة الساحل الغربي لأستراليا، وأشهرها جزيرة روتنست (Rottnest Island)، بالإضافة إلى تواجده في بعض المناطق المعزولة في غرب أستراليا.

يفضل الكوكا المناطق ذات الأشجار الكثيفة والنباتات المنخفضة التي توفر له الغذاء والمأوى.

النظام الغذائي

الكوكا حيوان نباتي بالكامل، ويتغذى على الأعشاب، الأوراق، والسيقان، والفواكه الموسمية.
يمتلك جهازًا هضميًا متطورًا يساعده على تحليل الألياف النباتية بكفاءة عالية. كما أن له قدرة على إعادة اجترار الطعام وتحليله ببطء للحصول على أكبر قدر من العناصر الغذائية.

لا يشرب الكوكا الماء كثيرًا، بل يحصل على معظم رطوبته من الطعام الذي يتناوله.

السلوك والتفاعل الاجتماعي

الكوكا كائن اجتماعي نسبيًا، ويمكن مشاهدته في مجموعات صغيرة تتشارك مناطق الغذاء والظل، خصوصًا في الليل حين يكون أكثر نشاطًا.

يمتلك سلوكًا هادئًا وغير عدواني، وهو السبب في سهولة اقترابه من البشر في الأماكن السياحية مثل جزيرة روتنست. ولكن رغم لطفه، فإن لمس الكوكا أو إطعامه محظور قانونًا.

التكاثر ودورة الحياة

مثل باقي الجرابيات، للكوكا كيس جرابي تحمله الأنثى في بطنها لتربية صغارها.

• موسم التزاوج: عادة بين يناير وأغسطس

• فترة الحمل: حوالي 27 يومًا

• تضع الأنثى صغيرًا واحدًا يدخل الجراب مباشرة بعد الولادة

• يبقى الصغير في الجراب لمدة 6 أشهر تقريبًا قبل أن يخرج ويبدأ استكشاف البيئة

من الجدير بالذكر أن الكوكا لديه سلوك دفاعي فريد؛ ففي حال تعرضت الأنثى لهجوم من مفترس، قد تتخلى عن صغيرها كوسيلة للهرب، وهو ما يُعتبر مثيرًا للجدل بيئيًا لكنه جزء من استراتيجيات البقاء.

التهديدات والمخاطر

رغم شعبية الكوكا، إلا أن أعداده محدودة ويُعتبر مهددًا بالانقراض في البر الرئيسي الأسترالي. من أبرز التهديدات التي تواجهه:

• فقدان الموائل بسبب الزحف العمراني والزراعة

• الحيوانات المفترسة الدخيلة مثل الثعالب والقطط البرية

• الجفاف وتغير المناخ الذي يؤثر على توفر الطعام والماء

• السياحة غير المنظمة التي قد تعرض الكوكا للإجهاد أو العدوى

لحسن الحظ، يتمتع الكوكا بحماية صارمة في المحميات الطبيعية، وتُفرض غرامات عالية على من يتعدى عليه أو يحاول لمسه.

الكوكا والسياحة

أصبحت جزيرة روتنست معروفة عالميًا بفضل الكوكا، ويزور الآلاف من السياح الجزيرة سنويًا فقط لالتقاط "سيلفي مع الكوكا".
تمنع السلطات إطعام الكوكا أو لمسه لحمايته من الأمراض أو تغيير سلوكه الطبيعي، ويتم تثقيف الزوار بشأن ذلك.

الكوكا في الثقافة الشعبية

مع انتشار صور الكوكا على الإنترنت، أصبح أيقونة للسعادة والبراءة. تم استخدام صوره في الحملات البيئية، وحتى كرمز للسلام والرفق بالحيوانات. انتشرت مقاطع الفيديو التي تُظهر الكوكا وهو يبتسم أو يتفاعل بودّ مع الكاميرا، مما زاد من شعبيته.

خاتمة

الكوكا ليس مجرد وجه مبتسم، بل هو جزء مهم من النظام البيئي الأسترالي ويعكس التوازن الهش بين الإنسان والطبيعة. بقاؤه مرهون بالحفاظ على موائله الطبيعية والحد من الأنشطة البشرية غير المسؤولة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالحفاظ على البيئة، يُعد الكوكا سفيرًا مثاليًا للتوعية البيئية والتعايش السلمي مع الكائنات البرية.