دفّان الحشائش الذهبية (السعودة): الحفار الذهبي الغامض في صحارى الجزيرة
في أعماق الكثبان الرملية الحارة، وتحت الحشائش الجافة في مناطق شبه الجزيرة العربية، يعيش مخلوق صغير غامض يُعرف باسم دفّان الحشائش الذهبية، ويُطلق عليه محليًا السعودة. هذا الحيوان الصغير من الزواحف المدهشة التي لا يعرفها كثيرون، ومع ذلك، فهو يشكّل جزءًا مهمًا من الحياة الصحراوية. بفضل لونه الذهبي وقدرته على الحفر والاختفاء السريع، اكتسب دفّان الحشائش سمعته ككائن خجول وذكي.
في هذا المقال، نستعرض أهم المعلومات عن هذا الزاحف النادر: اسمه العلمي، صفاته الشكلية، سلوكه، غذاؤه، تكاثره، بيئته، وأبرز التهديدات التي يواجهها.
الاسم والتصنيف
-
الاسم الشائع: دفّان الحشائش الذهبية – السعودة
-
الاسم المحلي: السعودة (في بعض مناطق الخليج والجزيرة العربية)
-
الاسم العلمي: Scincus scincus golden subspecies (أو نوع محلي من فصيلة السقنقوريات)
-
العائلة: Scincidae – السقنقوريات
-
الرتبة: الزواحف
-
الفئة: الزواحف الحرشفية
-
التصنيف الدقيق: لا يزال يخضع للبحث، ويُعتقد أنه نوع فرعي ذهبي اللون من السقنقور الشائع أو "سقنقور الرمال"
الوصف الشكلي
السعودة تتميز بشكل أنبوبي انسيابي يساعدها على الحركة السريعة تحت الرمال.
السمات الخارجية:
-
الطول: من 10 إلى 15 سم تقريبًا
-
اللون: ذهبي لامع أو أصفر رملي، يساعدها في التمويه وسط الأعشاب الجافة والرمال
-
الرأس: صغير ومستدق
-
العينان: صغيرتان نسبيًا
-
الأرجل: قصيرة لكنها قوية ومناسبة للحفر
-
الذيل: طويل ومخروطي الشكل، وقد يُفقد عند التعرض للخطر
الموطن والانتشار
البيئة المفضلة:
-
المناطق الرملية الجافة
-
الصحارى ذات الحشائش المتفرقة
-
الكثبان الرملية
-
سفوح الجبال القاحلة
التوزيع الجغرافي:
-
السعودية (خاصة في الجنوب والوسط)
-
سلطنة عمان
-
الإمارات
-
قطر
-
أجزاء من اليمن
-
وربما في صحراء سيناء بمصر
تفضل السعودة المناطق الهادئة البعيدة عن الأنشطة البشرية، وتختفي بسهولة عند أول إشارة خطر.
السلوك ونمط الحياة
النشاط:
-
نهارية النشاط: تنشط في ساعات الصباح الباكر وبعد العصر، وتتجنب حرارة الظهيرة.
-
تمضي معظم وقتها مدفونة في الرمال أو مختبئة بين الأعشاب الجافة.
الحفر والاختفاء:
-
تستخدم أطرافها القوية وجسمها الأملس للغوص في الرمال بسرعة مدهشة، كأنها "تسبح تحت الأرض".
-
يُعتقد أن قدرتها على الاختفاء بهذه السرعة ساعدت في انتشار الأساطير حولها، مثل أنها "تختفي بالسحر".
السلوك الدفاعي:
-
لا تهاجم البشر، وهي خجولة للغاية.
-
تلجأ للهروب فور الإحساس بالخطر، وأحيانًا تترك ذيلها خلفها كوسيلة تشتيت.
الغذاء
دفّان الحشائش الذهبية كائن حشري بالدرجة الأولى.
غذاؤها يشمل:
-
النمل
-
اليرقات
-
الذباب
-
الجنادب الصغيرة
-
في بعض الأحيان قد تأكل بيض الحشرات أو العناكب الصغيرة
تلعب دورًا بيئيًا مهمًا في مكافحة الحشرات في المناطق الصحراوية.
التكاثر
التزاوج:
-
يحدث غالبًا في الربيع، بعد دفء الطقس.
-
الذكور تجذب الإناث بحركات جسدية ونقرات بالرأس.
البيض:
-
تضع الأنثى من 2 إلى 4 بيضات في حفرة رملية رطبة قليلًا.
-
تفقس البيوض بعد حوالي 6 إلى 8 أسابيع.
الصغار يخرجون مستقلين منذ لحظة الفقس، ويبدؤون بالحفر والاختباء فورًا.
التهديدات الطبيعية والبشرية
الأعداء:
-
الثعابين الصحراوية
-
الطيور الجارحة
-
الثعالب
-
القطط البرية
التهديدات البيئية:
-
تدمير الموائل بسبب البناء والرعي الجائر
-
استخدام المبيدات في البيئات القريبة منها
-
جمعها من قبل الهواة
-
تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط
دورها في البيئة
تُعد السعودة من الكائنات المفيدة جدًا في النظم البيئية الصحراوية:
-
مفترس طبيعي للحشرات
-
فريسة مهمة لعدد من الحيوانات المفترسة
-
مؤشر على صحة البيئة الرملية، إذ لا تعيش إلا في بيئات متوازنة
الأساطير والخرافات
في بعض المناطق، تحيط بـ "السعودة" أساطير محلية، مثل:
-
أنها تختفي بطريقة سحرية
-
أن لونها الذهبي يدل على أنها نادرة جدًا أو تجلب الحظ
-
أنها تلدغ (رغم أنها لا تفعل)
كل هذه معتقدات شعبية لا تستند إلى أساس علمي.
أسئلة شائعة
هل السعودة سامة؟
لا، السعودة غير سامة إطلاقًا وآمنة تمامًا.
هل تهاجم البشر؟
لا، بل هي خجولة للغاية وتختبئ فور رؤية الإنسان.
هل يمكن تربيتها في المنزل؟
لا يُنصح بذلك، لأنها تحتاج بيئة خاصة جدًا من حرارة ورطوبة وتربة رملية.
خاتمة
دفّان الحشائش الذهبية (السعودة) هو واحد من الكنوز البيولوجية المخفية في صحارى الجزيرة العربية. بتكيفة المذهل مع بيئة قاسية، وسلوكه الهادئ، ولونه الذهبي اللافت، يستحق هذا الكائن اهتمامًا أكبر وحماية من التهديدات المتزايدة. الحفاظ عليه هو حفاظ على توازن النظام البيئي الصحراوي بأكمله.