هل الكلب ينقض الوضوء؟

يُطرح سؤال "هل الكلب ينقض الوضوء؟" كثيرًا بين المسلمين، خاصةً من يمتلكون كلابًا أو يتعاملون معها يوميًا. هذا السؤال يرتبط بالأحكام الشرعية للطهارة، وهو موضوع يتباين فيه رأي الفقهاء. في هذا المقال، سنستعرض آراء العلماء حول هذه المسألة ونوضح الأدلة الشرعية المتعلقة بها.

آراء الفقهاء حول لمس الكلب والوضوء

هناك اختلاف بين الفقهاء حول تأثير لمس الكلب على الوضوء، ويتضح هذا الاختلاف على النحو التالي:

1. رأي المذهب الشافعي

يرى فقهاء المذهب الشافعي أن لمس الكلب يُبطل الوضوء إذا كان الكلب رطبًا، أي أن جسمه مبلل أو مبتل بلعابه. وذلك لأنهم يعتبرون الكلب نجسًا بجميع أجزائه، وبالتالي فإن لمس نجاسته يؤدي إلى وجوب التطهر قبل الصلاة.

2. رأي المذهب الحنفي

أما المذهب الحنفي، فيرى أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، سواء كان الكلب جافًا أو رطبًا، لأن النقض لا يكون إلا بأسباب محددة مثل خروج الريح أو البول أو النوم العميق، ولم يُذكر في ذلك لمس النجاسات.

3. رأي المذهب المالكي

يذهب المالكية إلى أن الكلب ليس نجسًا في ذاته، وبالتالي فإن لمسه لا يؤثر على الطهارة ولا ينقض الوضوء. لكن يجب غسل اليدين إذا أصاب لعابه شيئًا، اتباعًا للحديث النبوي عن غسل الإناء الذي شرب منه الكلب.

4. رأي المذهب الحنبلي

يرى الحنابلة أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، ولكن يجب غسل الموضع الذي لامسه الكلب بالماء سبع مرات، إحداهن بالتراب إذا كان مبللًا، لاعتبار لعابه نجسًا.

الأدلة الشرعية

• استند الفقهاء الذين قالوا بعدم نقض الوضوء إلى أن الوضوء لا يُنقض إلا بما ورد فيه نص صريح، ولم يثبت نص واضح يدل على أن مجرد لمس الكلب ينقض الوضوء.
• الحديث النبوي: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب" (رواه مسلم). وهذا الحديث يشير إلى نجاسة لعاب الكلب، لكنه لا يتحدث عن تأثيره على الوضوء.

الحكم النهائي

بناءً على ما سبق، فإن لمس الكلب لا ينقض الوضوء عند جمهور العلماء، ولكن إذا كان الكلب مبللًا أو لامس لعابه الجلد أو الملابس، فالأفضل غسل الموضع المتأثر اتباعًا للسنة النبوية.

نصيحة عملية

إذا كنت تمتلك كلبًا أو تتعامل معه بشكل يومي، فمن الأفضل اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الطهارة، مثل غسل اليدين بعد لمسه والتأكد من نظافة الملابس قبل الصلاة.

الخاتمة

مسألة "هل الكلب ينقض الوضوء؟" هي موضع اختلاف بين الفقهاء، ولكن الرأي الغالب هو أن مجرد لمسه لا ينقض الوضوء، بينما يجب غسل أي موضع لامسه لعابه. ومن الأفضل للمسلم أن يحرص على الطهارة والنظافة بما يوافق تعاليم الإسلام.