هل الكلب يفطر الصائم؟
يطرح البعض تساؤلات حول تأثير ملامسة الكلب أو لعابه على صحة الصيام، وهل يمكن اعتبار ذلك من المفطرات؟ في هذا المقال، سنناقش المسألة من منظور شرعي ونوضح آراء الفقهاء المختلفة حولها.
ملامسة الكلب ولعابه أثناء الصيام
الصيام في الإسلام يقوم على الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من الفجر إلى المغرب، لكن هل ملامسة الكلب أو لعابه تُعدّ من المفطرات؟
- رأي جمهور العلماء: لا تعتبر ملامسة الكلب أو لعابه من المفطرات، إذ إن النجاسة لا تؤثر على صحة الصوم بل تتعلق فقط بالطهارة. ويمكن تطهير اليد أو المكان الذي أصابه لعاب الكلب دون التأثير على الصيام.
- رأي المالكية: لا يعتبر الكلب نجسًا في ذاته، وبالتالي فإن لمسه أو لعابه لا يؤثر على صحة الصيام أو حتى الطهارة وفقًا لمذهبهم.
- رأي الحنابلة والشافعية: يرون أن لعاب الكلب نجس، ويجب غسله سبع مرات إحداهن بالتراب، لكنه لا يُبطل الصيام.
استنشاق رائحة الكلب أو شعره أثناء الصيام
وجود الكلب بالقرب من الصائم أو استنشاق رائحته أو تعرضه لشعره لا يؤثر على الصيام، لأن ذلك لا يُعدّ من المفطرات التي نصت عليها الشريعة.
ابتلاع لعاب الكلب دون قصد
إذا لَعِق الكلب يد الصائم أو جزءًا من طعامه عن غير قصد، ولم ينتبه لذلك إلا بعد فترة، فإن ذلك لا يؤثر على الصيام، لأن القاعدة الفقهية تنص على أن الخطأ والنسيان مرفوعان عن المسلم.
الخاتمة
بناءً على ما سبق، فإن الكلب لا يُفطر الصائم، سواء بملامسته أو بلعابه، وإنما يقتصر الأمر على الطهارة في حال تعرض الصائم للعاب الكلب، وفقًا لاختلاف آراء الفقهاء. لذلك، يجب التركيز على الابتعاد عن المفطرات الحقيقية والحرص على الطهارة والنظافة العامة أثناء الصيام.