هل الكلب نجس في القرآن؟
تعتبر مسألة نجاسة الكلب من القضايا التي يكثر حولها الجدل بين العلماء والمفسرين، حيث تتفاوت الآراء الفقهية بشأنها. ولكن ماذا يقول القرآن الكريم عن نجاسة الكلاب؟ في هذا المقال، سنستعرض النصوص القرآنية المتعلقة بالكلاب ونناقش وجهات النظر المختلفة حول هذه المسألة.
ذكر الكلاب في القرآن الكريم
ورد ذكر الكلب في عدة مواضع في القرآن الكريم، ومنها:
- قصة أهل الكهف: قال الله تعالى: "وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ" (الكهف: 18). في هذه الآية، لم يرد أي ذكر لنجاسة الكلب، بل كان رفيقًا لأهل الكهف.
- حكم الصيد بالكلاب: قال تعالى: "فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" (المائدة: 4). وهذه الآية تدل على جواز استخدام الكلاب للصيد، مما يشير إلى عدم نجاستها المطلقة.
رأي الفقهاء في نجاسة الكلاب
هناك اختلاف بين الفقهاء حول نجاسة الكلب:
- رأي الجمهور (المالكية، الشافعية، الحنابلة): يرون أن الكلب نجس، وخاصة لعابه، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب" (رواه مسلم).
- رأي المالكية: يرون أن الكلب ليس نجسًا في ذاته، ولكن لعابه فقط هو النجس.
- رأي الأحناف: يقولون بأن الكلب ليس نجسًا، وإنما نجاسة لعابه تحتاج إلى تطهير خاص.
هل ورد نص قرآني يحكم على الكلب بالنجاسة؟
القرآن الكريم لم ينص صراحة على أن الكلب نجس، ولكن بعض الأحكام الفقهية استُنبطت من الأحاديث النبوية. وبالتالي، يظل الأمر محل اجتهاد فقهي، ويختلف تطبيقه حسب المدارس الفقهية.
الخاتمة
لم يصرح القرآن الكريم بأن الكلاب نجسة، ولكن السنة النبوية تضمنت بعض الأحكام التي اعتبرها بعض العلماء دليلاً على نجاستها، خاصة فيما يتعلق بلعابها. ومع ذلك، فإن للكلاب دورًا مهمًا في حياة الإنسان، سواء في الحراسة أو الصيد، ويظل الأمر متعلقًا بالاجتهاد الفقهي لكل مذهب.
