هل لمس الكلب ينقض الوضوء؟
من الأسئلة التي تثير الجدل بين المسلمين هو مسألة لمس الكلب، وهل يؤدي ذلك إلى نقض الوضوء أم لا؟ هذا الموضوع يتطلب الرجوع إلى المصادر الشرعية وآراء الفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية.
رأي الشريعة الإسلامية
في الفقه الإسلامي، لا يوجد دليل صريح في القرآن أو السنة النبوية يثبت أن مجرد لمس الكلب ينقض الوضوء. ومع ذلك، هناك اختلاف بين المذاهب الفقهية في هذه المسألة.
رأي المذاهب الأربعة
- المذهب الحنفي: لمس الكلب لا ينقض الوضوء، ولكن إن كان الكلب مبتلًا أو كان اللعاب قد أصاب الجلد، فيجب غسل المكان المتأثر.
- المذهب المالكي: لا يعتبر لمس الكلب ناقضًا للوضوء، لأن المالكية يرون أن لعاب الكلب نفسه ليس نجسًا.
- المذهب الشافعي: يرون أن لعاب الكلب نجس، ولكن مجرد لمسه لا ينقض الوضوء، وإنما يتطلب غسل الجزء الذي أصيب باللعاب.
- المذهب الحنبلي: يتفق مع الشافعية في أن لعاب الكلب نجس، ولكن اللمس وحده لا ينقض الوضوء إلا إذا كان هناك رطوبة أو لعاب.
الأدلة الشرعية
من الأدلة التي يستدل بها العلماء على نجاسة لعاب الكلب، حديث النبي ﷺ:
"إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب" (رواه مسلم).
إلا أن الحديث لا يذكر شيئًا عن لمس الكلب بحد ذاته، وإنما يركز على مسألة طهارة الأواني التي يلعقها الكلب.
هل يجب إعادة الوضوء بعد لمس الكلب؟
بناءً على الآراء الفقهية المختلفة، فإن لمس الكلب بحد ذاته لا ينقض الوضوء، ولكن إذا أصاب لعابه الجلد أو الملابس، فمن الأفضل غسل المكان المتأثر، خاصة عند اتباع المذهب الشافعي أو الحنبلي.
خلاصة
لا يوجد دليل شرعي قاطع يثبت أن لمس الكلب ينقض الوضوء، ومعظم الفقهاء يرون أن النقض لا يحدث إلا إذا كان هناك نجاسة مثل اللعاب أو الملامسة برطوبة. لذا، من الأفضل اتباع المذهب الفقهي الذي يطمئن إليه القلب، والحرص على الطهارة والنظافة في كل الأحوال.
